الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

" يا أسوار مملكتي " .



أيا  أسوارَ مملكـتِي

ويا جمعاً مـِن الحُـرَّاسِ

قربَ أبْوابـِي المحصَّنـةِ

وياقَــدَراً ..

عاهـدتُّه زمنـاً وعـاهـدنِي

أن لايسـمحُواْ لعاشِـقٍ يومـاً

أن يعبـُر حدوداً إلـى وطنِــي

فكيْـف عدَّلـتَ دستُـورِي ؟!!

كيفَ أزلْـتَ حرمَـة العشْــق ِ

مـنْ قـوانينِـي ؟!!

كيفَ جعـلـتَ مِـن كـلمَـةِ

"أحِبّينِـي"..

تدمِّـر كـلَّ أسـوارِي 

تفتِـك بحرَّاسِـي .. وحصُـونِي ؟!!

فرفقـاً ياسيِّـدي..

لم يبقَ فـي وطنـي أسْـوارٌ

أخفِـي وراءَ جُـدرانِها

نوبَاتـي بـِك 

وجنُـونِي.

السبت، 26 نوفمبر 2011

مرَّت سنة !




"مـرّت سـنة"

وذكـرى منـك مـازالـت تلاحقـني

تعاتبـني..كل مســاءْ ...

وفـي خلسـة

تقـتحم نسمـات السُّكـون

فـي ليـلـتي الصّمـاءْ ...

تصـرخُ بـي

تبحـثُ هنـا وهنـاك

داخـل أزقّـة ضيّقـة

في رأسـي

قدْ عمّـها الصّفـاءْ ...

فـتقتُـل مـاتبقّـى

من ذلك الصّفـاءْ ...

تأْبـى أن تذهـبْ

إلى أنْ تعُـمّ الفـوضى داخـلـي

إلى أن تـرمي قنـابلاً 

تفجّـر ماتبقّـى بي

مـن نسـيـان

إلى أن تدوِّي صفّـارات الدّمـع

فـي الأرجـاءْ ...

إلى أن تنتـصرَ في حربـها الهوجـاءْ ...

وتنـتـصر...

"مـرت سـنـة"

مـازلتُ أمـامها ياسيّـدي أُهـزم

أُداري لـوعات الشّـقـاءْ ...

وهنــاك..خلف جدران القـلب المحطّمة

تختـبـأُ خططُ الإنتـصار 

كطفلٍ خجـولٍ أتقـن الإختبـاءْ ...

وفـي جنبـاتِ الخفـاءْ ...

هنـاك قرب نـافذتي..سأبقى أنـا

لأحتفـل بهزيـمـتي وانتصـارهـا

فقد مرّت سنـة

وأنت بداخـلهـا

ليظلّ لك فيهـا..لسنـة أخرى

بقــاءْ .

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011



كل مافيها يبتســم

لمعــة في عينيها لم ولن تتكـرر إلا بوجوده ..

هاهو قـادم ...

سيـدها .. حبيبـها .. وزوجـهـا

كم انتظَـرت هذه اللحـظـات .. بشـوق
بدمـوع عينيها الخضراوتين 

خطرت على بالهـا .. تلك اللحظـات

التـي ظنّت فيها أن هذه الثواني .. الدقائق .. السّـاعـات

" مستـحيـلة "...

ولـكن .. هاهي تلـبس له فستـانـها الأبيض 


وبداخـلهـا فرحـة .. ظهـرت عليـها بشكـل ملـفـت


لم ولن يلومـهـا أحد على هذه الفـرحة ..


فالجـمـيع يعلـم .. أنّ هذه 


هي ابتسـامة العـاشـق . 

سأنســاك..



سأنســاك..

سأحزم أمتعتي

سأرحل وحــدي

وأترك ذكراك ..

فحبك أكبــر من أن يحمـله قلبــي

ودموعي لــم تكـفـي

لن أحيا لســواك ..

هـذا وعــدي

يارجــلا علّمنـي معنى الحـب

معنــى الأشـواق ..

كيف أداري الــورد .. عن الأشـواك ..

يارجلاً..

أحيانـي وقتلنــي

أغرقنــي فـي أعظـم طوفــان ..

ضيّعـنـي في كل الخلجـان ..

يارجلا .. جاء بجبــروت

أنزل من عينـي 

آلاف الدّمـعـات ..

جرّعـنـي من سـمّ عيــونه

كـلّ الرّشـفـات ..

يارجـلا .. قتل بشِعـري

كـل الكلـمـات ..

ياسيّـد قلبـي .. يا لعنة قـدري

هذا منّـي إليـك .. سـلام

ممزوجٌ بنحيب وبدمـعِ

مشنـوقٌ في حبـل الآلام..

يصرخُ بي يكفينــي ..

وإن يومـاً عاد إلـيـك "حنيـني"

رجائـي لا تسـتقـبله..

ردّ حنيــن القلـب وأخجـلـه..


انسـى قدري .. وعـشْ مع غيـري

 أسعـد لحظــات .

السبت، 19 نوفمبر 2011

كلمـــ مبعثرة ــــات




ربُّما تغــدُو أحْـــياناً .. تلكَ الحـُروفْ الّتـي نُحَــاولُ  ترويـضَــها 

في كلِمَــــات الحُـبِّ .. سهْــلَـةْ

معْ أنَّــها حُــروفٌ ثــائِرة .. حرارتُــها تتَــعـدَّى درجــــاتِ 

الْغَلــيانْ

نسكُـــبُ فيهــا صرَخاتِنــا .. دُمُوعـنَــا .. آهـــاتٍ في قـلُـوبِنــا

ومع ذلــِك .. فَــهي صامِـتــة

هادئـــة وبشَــكلٍ غريـــبْ

تمدُّ منديـــلاً لمُواســاتِـنا في كلِمـــاتٍ قـدْ كَتَـبـها غيْرَنــــا .. منْـذُ 

زمنٍ بلا عنـــــوانْ

ولكـــنْ...ماعــدُّتُ أحتَمـــِلُ هدُوئهــــا

لـمَ لا تفْهَـــم..! أنَّـني أخْبِـــرُها-تلكَ الأســــرارْ-حتَّـى تُوصلُهـا 

إلـيْه !

لـمَ لاتفْـهَــم..! أنَّـنِـي أملئُ كلَّ حـرْفٍ منْهــا بدمـعـاتٍ 

وصَـرخَـات .. وليْـس علَـيها سوى أنْ تفْــضحَ تلك الصَّـرخـات

أشْعـُرُ أنَّـنِـي لمْ أعُــدْ أَأْتَـمِنُـهــا .. بل أحسُــدها .. أغَــارُ منها

فهُـو يَعْرِفـُهــا ولا يعْـرِفُـنـي .. يقْرَأُهــا ولا يقْرأُنــي

يخفِـــي بداخِلــها أسْراره .. وهيَ لا تُخْـبِرُني

ومَــع ذلـك...

لنْ أسْتطيــعَ أن أَهْجُـــرَ تلكَ الحُروف..

فالمَــوْتُ شَنْـقــاً بِحَبْــلِ صمْتِـهــا القََـاتِـلْ .. أهــوَنُ مئَةَ مـرَّة ْ..

مـنَ الْبَـوحِ لَـهُ -بما بداخِلـــي- منْ أسْــرارْ.

الجمعة، 18 نوفمبر 2011


 

 كــــــــــلمـــــــــــــات مــ ــــبــــ ـــــعــ ـــثـــ ـــر ة



* إيـــَّاكَ أنْ تعتــقـِدْ أنَّ الحُبَّ لـــَه ُطـــَعْم أو حـتَّى مــعْنى إن لمْ يكـنْ 

حبــّكَ هذا..لـلــَّهِ أولاً.




* لا تجعــــــَل ْحيـــــَاتــكَ مــَرهــــُونــــَة ًبالبــَحـــــْثِ عـــــَنْ حــَبـيـبٍ مـــَّا , فقـــــَطْ إمـــــْلَئ 

قلبــــــَكَ بالحــــُبِّ لكـــــُلِّ مــــــَنْ حـــــَولــكْ..وســــَتـشــْعـُر بمـتــعــــــــةٍ أكبـــَر ُبكثيــــــرْ.




* لا تبتعــــِد عــــَنْ الخـــــَالقْ , وتــــَوكــــَّل ْعليــــــْهِ فــِـي كُـــــــل ِّأَمــــــْرك , فهـــُو َفـقــــَطْ 

مـَنْ يعلـــــَمُ مــابداخِــلِك .. وهـــــُو فقـــــَطْ مــَنْ سـيعيـنــُك ويكـــــُنْ معـــــــَكْ فِـــــي 

كـــُل ِّأمــــــْـــــرِكــ .





* لا تعتقـــِــــدْ بـــِأنَّ بعــــْضَ الــــبشـــَرِ حصــــَلوا علــَى مرادهــِمْ فـــِي هــــَذهِ الحـــيـــَاة 

بذكـــــــاءٍ منهـــــُمْ .. هـــــُمْ فقــــــــَطْ نفـــــَّـــذُواْ إرادَة َالــلــَّه..فــــَلا تقـــــَارنْ نفســــَكَ 

بهـــــِم.




* إيــَّاكَ أنْ تـُــنـــزِلَ يومـــاً مــِنْ عينــــِكَ دمــــْعــــَة ًواحِــدَة لأجـــْلِ هـــَذاْ أوْ ذاك - 

مهــما كانت معــــزتـــُهُم- فـــَلا شَيءَ يســْــتــــَحـِقُّ دَمــعـــــَةً من أعـينُنــَـــا سِــوى 

خالـِــق ٍ.. قصـــَّرنــَا كثيــرا ًفِي حــقِّـهْ .




* لا تقُل "حـظـــــِّي سَـــــيِّء" وتعـتـــَرضْ علـــَى إرادةِ ربــــِّكْ .. فهــُو العـَالِمُ بمــا 

هـُو أفضـــَل لــــكَ .. منـــــكْ.



* إذا اْمتلأتْ حياتــــُكَ بالأحـــْزانْ .. واعتــقَــدْتَ ولَو لــبــُرهــــَةٍ أنَّ ربـــَّكَ 

بعيــــد ٌعنـــْك .. وأنــَّه ربــَّما حتـى يكـــْرهــُكَ مــِنْ بيـــْنِ البشـــــَر .. 

فــاْجعــــَل ْعينــــَاك تدمـــــَعُ لقـــَولـِك .. قبــــْل َأنْ يقســــُو بهــا قلبــــَك.




* أكـــثِــــرْ مــِنَ الدُّعـَـاءْ للـــــــَّـه .. فـــــإنـَّهُ سبحـــانَــــهُ السَّميــعُ لكْ .. وحـــْدهُ 

العــــَالم ُبحـَالـِكْ.  



* لا تعــلـــِّقْ قــلبــــــَكَ ببشريِّ كائنـــاً مـــَنْ كـــــانْ ..  فقــــَطْ عــِشْ حيــــاتـــــَكَ 

بقــلــْبٍ حـُر ْ.




* إذا اْستيقظْـــتَ فاْحمـــــُدِ اللــَّه .. ثُم َّقابــل النــَّــاس وكأنـــَّكَ تقابلهـــُم لأوَّلِ 

مرة .. فمن أغضبـــــَك بالأمسْ , ومنْ أحَــبـــــَّكَ .. صَـــاروا سـواســِـيــــــــَــة.




* لكَ فِي دنيـــاكَ أمـْرانْ: الحــُبُّ والدُّعَـاءْ .. فأحـسِـــنْ فـِـهـمَ الأُولــــَــى 

والعمل َبها .. وأكـــثر مـن الثَّــانيــة قـدْرَ المستطـــاَعْ.

الخميس، 17 نوفمبر 2011

بعد أن غاب !




وبعد أنْ غاب ْ

غابت عنّي الكلمــــاتْ...

حتّى أنَّ روحي باتتْ تودّعنــي كلَّ ليلــة ْ

فمنْ شدّةِ شوقــِها لــــــــهُ

علّهــا تذهبُ إليــْــهِ وتتـْركنِــي

أو علّـها تريدُ أنْ تريحنـِـي

من موتٍ بتُّ أذُوقـــَــــــهُ كـلَّ مســاءْ

مع كل َّدمعــــــــةْ..وفي كـلِّ لحظَــةِ حنيــنٍ قــاسيَـــةْ

بتّ أُيقــنُ أنَّ الأجَـــلَ قـدْ لا يــأتينـِــــــــي...

فأنا أذهــبُ إليـْـه بنفسِـــي كــلَّ يــَـومْ

ولــنْ يكـــونَ هنــاكَ مــن جديـــدْ..إِنْ أتــَى ليـفـــــــرّقَ روحـِـي عــنْ جسَـــدِي

مايعـَـذّبـني ويعذّبــنِي...

أنّي أعـْـلم أنّــهُ يحبّــني..ولكَــــنْ لا أعلــم لــمَ يبتعــــدْ



فأرْجوكـــ ...

يامـَـنْ فـِـي كـُـلِّ لحظـــةٍ تقتلنـِــي وتحيينـِــي

قل أنكــ تحبّنــي...أو حتّــى قـُـلْ أنـَّـكــ تكرهنـِــي

ولكن لا تجعلـنِــي هكـَــــذا أبــَــداً...

لستُ حيّــة..ولستُ ميّتـــة




فيا إلهِـــــــــي..

إنْ كــانَ يتعـَـذّبُ مثلِـــي ..فأرِحْ قلبـَــــــــهُ

وهيّــأ لـــهُ مايسعـــدُهُ ويفرحُـــهْ..

حتى إنْ كــانَ ذلكـََـ .. بـِـأنْ ينسـَـــانِــــي

أمــَّـا أنــا فسأبقــَـــى دومْاً..شمـــْعـــةً تحتَـــرقْ

لتـُسعدَ ذكرياتكَ وكلَّ أوقاتـِك سيّــــدي.

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011



 كلمـــــــــــــ مـ ـــبــ ــعــ ــثــ ــر ة ـــــــــــــات





في حياتنا نمر على محطات .. مرفوع عليها لافتة مكتوب فيها

"محطات السعادة"
وقد تشاء الأقدار أن نجد لنا فيها مكانا وحيدا..

نتوقف لنفكر ..
هل نتوقف عند هذه المحطة أم أنها لاتليق بنا..لربما وجدنا أخرى أجمل ؟؟!!

وبين فكرة وأخرى..لحظة وثانية...

إذ يأتي زائر آخر ليملأ مكاننا الوحيد في هذه المحطة...

ليس هذا ماسنصدم به كثيرا .. بقدر ما أن نعرف أنه في طريقنا التالي!




"لا محطات للسعادة "..!

الجمعة، 4 نوفمبر 2011




هلْ تودّ أنْ تصبحَ شاعِراً...؟!

هلْ ترْغبُ في أنْ تصْبِحَ رسَّاماً...؟!

هلْ تحِبّ أن تصبح أدِيبا ً...؟! أنْ تصْبِحَ قاصَّاً..؟!

هل تحلمُ أنْ تكونَ أنتَ كلَّ هذه الأشياءِ مجتمعةً..؟!

فقط.ْ..!!


كنْ عـَـــــاشِـقَـاً...

الخميس، 3 نوفمبر 2011




 في يوم من الأيام تعرفت عليه
لم يكن لي أصدقاء..لم يكن لي أحباء
وحده من وجدني..ووجدته
لا أنكر أنه في بداية الأمر لون لي حياتي بأكملها
بل جعل لكل ثانية فيها..معنى
ولما علم كبريائي بالأمر..غضب..ثار
لكنني وبرغم معزته الشديدة..طردته..من حياتي
حزنت..كيف فعلت؟!!
ولكن سرعان ما نسيت..مع أول طرقة باب منه
فتحت الباب...
وابتسامتي إليه تسبقني..ولكنني لم أجده
وجدت رجلا يقول أنه من المحكمة..وسلمني استدعاءً
ذهب الرجل..وأغلقت خلفه الباب بعجلة..لأعرف ما تحويه هذه الورقة...
ومابين رجفة في الأطراف وخفقان سريع في القلب
فتحت الورقة..
وإذا به ذلك الذي تعرفت عليه ... محكوم عليه بالإعدام
ماذا؟!!..كيف؟!!..ماذا فعل؟!!
ألهذا السبب اختفى فجأة..ألهذا السبب غاب عني هذه المدة
ولكن..كيف سأنتظر كل هذا الوقت إلى أن يحين موعد المحاكمة...
يا إلهي..لم دخل إلى حياتي إن كان سيخرج منها !!!
ومع صراع دامي بيني وبين الوقت..استطعت في النهاية
أن أنتصر عليه...
فتحت خزانتي..لبست ما وجدته أمامي من الثياب
لم أتأنق فيها كعادتي..حتى أنني لا أعرف ماذا لبست ...
خرجت وضربت الباب خلفي..لم يقفل جيداً..لم أحفل به
فليس في عمري الآن لحظات زائدة لأعود فيها لإغلاق بابي...
مشيت متثاقلة..خائفة فأنا أعرف أن هذه المحكمة "ملعونة"
فالمظلوم فيها لا ينتصر..والظالم فيها بريء...
دخلت المحكمة..توجهت إلى قاعة الاستدعاء ..لأجده أمامي
داخل قفص الاتهام...
الغريب أنه لم يظهر عليه معالم السجن..أو أنه سيعدم الآن
خنقت عبراتي هذه الكلمات..ربما لأنها لا تريدني حتى أن أقولها...
بدأت المرافعة..دخل القاضي..رجل رزين ذو شعر أبيض يظهر عليه الوقار..إذن هذا هو من ينادونه"قاضي الحياة"
وفجأة...
طلب القاضي من رجل أتى فجأة ويريد أن يشهد ضد رفيقي
بأن يعرف عن نفسه...
فقال الرجل وبكل غرور"القدر"ومن لا يعرفني؟ّ!!!

وبابتسامة ماكرة من القاضي , طلب إليه أن يتحدث بكل ما يجول في خاطره...
 قال:"إن المتهم الماثل أمام عدالتكم يدخل إلى قلوب الناس عنوة ويسرقها من غير إرادتهم , بل طال به الأمر يا سيدي أن يسرق أرواح الناس وأعمارهم , وهو متهم أيضا بتعذيب من أسميهم فئة العاشقين المغلوبون على أمرهم , وقد رصد في يوم كذا يرتب لهم رحلة إلى الجنة , وهو لم يأخذهم إلا إلى النار, لذا أطلب من عدالتكم إنزال أقصى عقوبة على المتهم...وشكرا"

شكر"قاضي الحياة" "القدر"...وطلب من المتهم أن يتكلم ويدافع عن نفسه بعد أن يعرف عن اسمه..فقال - وبصوت هادئ ودافئ - :"أنا يا سيدي أدعى "الحب" لم أسرق يوما ولم أعذب أحدا , فأنا عملي هو إسعاد العاشقين ولكـــــ....."
صمت فجأة بعد نظرة مرعبة نظر إليه بها "القدر" وكأنه لا يريده أن يبوح للحاضرين باعتراف سري...
نظر إلي "الحب" فتنهدت من نظرته تنهيدة التفت إليها من حولي وكأنه أدخل مع هذه التنهيدة ملفات براءته ....
وقبل أن ينهي "قاضي الحياة" هذه القضية - لصمت المتهم وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه - نهضت من مكاني وقلت بصوت مسموع :"انتظر يا سيدي القاضي .. فانا سأدافع عن المتهم"...
ولما سألني عن هويتي..نظرت إلى القدر..وقلت:"إحدى العاشقين - المغلوبين على أمرهم - "

فقال"قاضي الحياة" - بقلق ظاهر- :"تحدثي"
فقلت:"يا سيدي لم يكن"الحب"يوما سبب عذابنا .. وهولا يسرق منا بل إنه يعطينا..يعطينا عمرا وروحا ..يعطينا لحظات لا نعرف لولاها ما كنا سنفعل.. لا أنكر أنه لم يبكينا ولكن أتعرف يا سيدي لماذا بكينا ؟! بكينا لأنه لم يقابلنا منذ ولدنا .. هو يا سيدي من جعلنا نبقى على أرضك ولا نهجرها إلى أخرى "
فأطرق "قاضي الحياة"برأسه وقال:"هل لدى "العاشق"من كلمة أخرى"
وقبل أن أجيب...قاطعني"القدر"قائلا:"إذا بم تفسر أيها "العاشق" الجريمة المنسوبة إلى"الحب" بدخوله إلى بعض القلوب وخروجه منها فجأة فبعد أن يزرعها وردا يتركها لهم ليحصدوها شوكا"
فقلت له:"أبصدق تتهم "الحب" بما يجب أن تكون أنت به متهم..فهذه الأسئلة عليك أنت أن تجيب عليها فلا أحد يعلم إجاباتها إلا أنت..لذا يا سيدي باسمي أنا "العاشق" اتهم "القدر" بالإدعاء الباطل وتشويه صورة "الحب" وتوجيه التهم المنسوبة إلى"الحب" إليه شخصيا"
ساد صمت غريب في أرجاء قاعة المحكمة....وبات كل من فيها بما فيهم "قاضي الحياة" يظهر على وجهه القلق..
فصرخت بهم:"ما بكم لم لا تضعونه في قفص الاتهام .. فهو السبب في كل ما يجري على هذه الأرض .. هو من يدخل "الحب" إلى قلوبنا وبعد أن نعتاده ويعتادنا.. يجبره على البعد..هو المتهم ..هم المتهم"
وبنبرة خافتة طلب "قاضي الحياة" من أحد الجنود أن يضع "القدر" في قفص الاتهام ...
وما أن وصل الجندي إليه حتى أعطاه " القدر" ورقة ..وقال له:"أعطها إلى قاضيك"
لم تغيرت لهجة"القدر" وكأنه لا يكترث .. ولكن ليس هو فقط فقد تغيرت ملامح "قاضي الحياة" وكأنه يعلم ما تحويه هذه الورقة ...
وصلت الورقة إلى"قاضي الحياة" وبعد نظرة خاطفة ..صدر الحكم..
فقال:"وبعد الإطلاع على الأدلة وأقوال الشهود .. حكمت المحكمة حضوريا على المتهم "الحب" بالإعدام شنقا حتى الموت....... رفعت الجلسة"
ماذا؟!!...وقبل أن أصرخ أمسك بيدي أحد "العاشقين" وقال لي:"اهدئي يا سيدتي فقد كانت لي نفس القضية .. وإن كنت تتساءلي عن تلك الورقة .. فهي حصانة "القدر" الدنيوية على أرض سيدنا "قاضي الحياة" .. وأما "الحب" فلا تقلقي عليه فهنا سيعدم .. وسيولد هناك في مكان ما من جديد .. ولكن لم يعرفوا أن "الحب" أعطانا نحن "العاشقين" ورقة أقوى وهي " الأمل " بأنه سيعود من جديد.. فلا تحزني .. فإن كان "القدر" انتصر علينا "بورقة حصانته"...
فـ "الحب" سيبقى بداخلنا لننتصر عليه "بورقة أملنا "...

رفعت الجلســــــــــــــــة...