الثلاثاء، 26 مارس 2013

أنحن نغتالُ العشق ؟!!!






كنت مهتمَّة دوماً -بشكلٍ كبير- بقراءة كلِّ قصَصِ الحُب .. بسماعٍ كلِّ حكاياه ، ولكَم كنتُ أعشَقها حين تسرُدها أفواهُ العاشقِين ..
كانت وكأنما يصِف أحدُهم لك الجنَّة ، فيصلُ بك الأمْر وكأنك ترَاها في ذلك الأفقِ الذي امتدَّت أنظارهُم إليه ، وكأنك تشتمُّ رائحتَها في تنهِيداتِهم المُثقلة بالذكريات ..
لكنْ ... !!
كان لجميعِ تلك الأنفاسِ العَاشِقة .. أكانت في روايةٍ مضَت ، أم في أرضِ واقعٍ أعيشُه -وكلاهُما بالرُّوح مازال حيَّا-
جميعُها كان لها لغزٌ محيِّر !!
فما أن تشتدُّ حرارةَ الحبِّ ، وما أن تتوهَّجُ الأحلام ، وما أن يرشفُ المستقبل الظمآن أولَ جرعةٍ من الألوان !!
حتى تبدأ الحكايا بأخذِ مغزىً آخر .. فكنت أراها تنقلِبُ رأساً على عقِب !!
وأمامَ سلطانِ العشقِ الذي باتَ هزيلاً .. وما أن يبدأُ "الحَنين" بالإستِعطافِ مرَّة ، حتى يضربَ الكبرياءُ استعطافه بالحائطِ ألف مرَّة ، وتُشمِّر الكرامةُ عن مئَة ذراعٍ أقصرُها يصلُ إلى جوفِ القدرِ ليجلبً لهم عمراً من الفراقِ والبُعد !!

ولكَم حاولتُ يا سادة أن أنزِع أنيابَ الخوفِ من فوقِ جسًد الحبِّ الهزيل ! لكِن ، ما استطعت أو بالأحرَى كففتُ عن المحَاولة !
فقد وجدتُ إجابةً -ربما ليسَت شافية- لكنها كقشةٍ في بحرٍ من الأسئلة أضعُ كل حِملِ اندهاشي وحيرَتي عليها !!
ذلك أنني وجَدتُ ذات يومٍ أن أجسَاد الحبِّ الفتيَّـة -تلك التي لم تيْأس بعدُ ولم تهزَل- بها ثقوبٌ كحُفرِ أنيابٍ مغروزةٍ -لم تُغرز بعدُ- !! 
ولكَم كانت دهشتِي حينَ كان اتسَاعُها كإتسَاع أنيابِ الخوف !!
ربما تتسَائلون -كما تساءلتُ قبلاً- أيغتالُ الحبُّ بأنيابِ الخوفِ ؟!

- نعمْ يا سادة ، فمشكلتنا ليسَت أننا لا نجدُ الحب ، وليسَت أننا لا نستطيعُ الإحتفاظ بالحُـب !
إنما مشكلتُنا الوحِيدة أننا "نخافُ" الحـب ، و"نخافُ" مِن وعَلى أنفسِنا حين نحـب , و "نخافُ" ممَّن نحـب !
  
أعلِمتُم يا سادة ، كيفَ يُغتالُ الحـب !!!
...