الخميس، 27 أكتوبر 2011




 كانت تعشـقُه بكلّ لغـــَــات العشقْ
كانتْ لا تحيــى حتى بدونه
كيف لا؟!!
وقدْ صوّر لهــا أنّ حيـاتــها
بدونه كسرابْ..
تختفي ملامحُها لحظـــــةَ الغيابْ..
                                    ***
وفجأةً..غــابْ
غابتْ معهُ الشّمْس..غابَ الســّحـابْ
أحسّــت بصقيــعٍ في روحِــها
ملأتْ العتمـَـةُ أرْجــاء الجســـــــدْ
ما عـادتْ عينـاها السـّوداءْ
تبْــصرُ مِـنْ شـدّةِ الضّــباب..
حتّى صَـوتُ الدّقــَـائقِ والثـَّـواني في حـدادْ
ولـمَّا باتـتْ تثـُورُ لأتفــهِ الأسْبــابْ..
قرَّرَتْ أن تسْــتيقظْ
قرّرتْ أنْ تجْمــعَ كلّ الذّكـْرَيـاتْ
وتحْرِقُها فـي ذلكَ المـوقدْ
                                  ***
وفي الصباحْ..
عادتْ لتمــارِسَ - مِنْ جـديد- لعبــةَ الحـياةْ
بثوبــــــها الفضِّيْ..
وكعادته القـدر..يـأتي دائما بما لا نرتضيْ..
                                  ***
فقدْ وجـدتْهُ أَمـَامَها..بابتســامتِهِ البـاردَةْ
شعـــرتْ بثورة ٍفـي عـروقِها
وكأنّ دمـَائها ما عـادَ يكفيهَــا المكـانْ
شللٌ أصَابَ حـَركـتها.. أصَابَ عـقْـلهَا
لــمْ تعـُدْ تـشْعُـر بمَــنْ حـَوْلهَـا
لا يوجـَدُ غيرُه.. وغيْـرَها..
صاحـتْ بِها كـرامتُها..صاح فيهــا الكـبرِياءْ
هل نسـيتِ يا واهمَـــة أنـَّهُ سَببُ..الشـَّـقاءْ؟!!
ولكــــــنْ...مات كبرياؤها
لمْ تحفـلْ بـه..
فقــدْ كانت فرِحةً بميلادِ ذكــرى جَــدِيدَة..وأمَلٍ قـــادمْ
                                  ***
لمْ تـقتربْ..هو اقـتربْ
ومع كـلِّ خطوةٍ منْهُ..كانت هـِـيَ تحْيـى من جَـديدْ
كل ما فيها مشتاقٌ إليـــه..
كل ما فيها يريدُ أنْ يسلـِّــم عـليه..حـتى دمُـوعَها
خرجت رغما عنها لتستقبله..بلْ ربـّما لتسألـُــه!!
                                 ***
وفجأة َ..
جفـَّــت دمُـوعَها في مـنتصفِ الطـَّريقْ
فهاهـو كـلُّ العــــــذابِ سينتـهي عـمَّا قريبْ..
تحدَّث سيِّـدُ القلــــوبْ..قال لها وبهدوئـه المعهودْ:
"ها قـَدْ وَجـدّتُ الـحَـبيبْ..ولأنـكــِ لي أعـزّ صديقْ
هذا كرتُ زفـافي وموعِـدُهُ بعْـدَ الغُـروبْ"
                                 ***
مــاذاْ..!!
"وَجـدَ الحـبيبْ"!!!!..
ولكـنْ هيَ منْ تكــُـــــــــونْ؟!!
أليسـتْ هـي منْ أحبَّها بجنُونْ؟!!
وقبلَ أنْ تخنُـقهـَا..العَبرَاتْ
جاءت لتخنُـقهـَا..السَّكـراتْ
لم تحفلْ بالأجلْ..فقـدْ ماتَ كلُّ ما بهـا قبلَ أنْ يصِلْ..
                                 ***
وفي المُستشفــى..
أخبرَ الطبيب بنبرة خجولــة..ْ
أنَّها ماتتْ لأسبـابٍ مجهُولــــــة ْ..
نعم... كانواْ محقِّـينْ
وحْدها- فقط ْ - كانتْ تعـرِفُ هــذا
"السببْ"..
فقد أدركت .. متأخِّرَةْ
أنَّ القدر يحييــهِمْ ويقتـُـلنـاْ
"بحبْ"..